مركز المشرق للأبحاث والدراسات و..إصداراته

منذ عدة سنوات، ورغم استشعارنا انسداد الأفق في بلدان المشرق وصعوبة إنتاج الحلول لأزماته في المستقبل القريب..قررنا، ونحن مجموعة لا تتجاوز عدد أصابع الكف الواحدة أن نجعل منها قبضة مؤمنة بأنه لا خلاص إلاّ بالعلم والمعرفة، وأن مشكلة هذا المشرق تكمن في ارتفاع نسبة اللغو وانحدار نسبة اللغة.. الواعية.

مشرق مأزوم يزوَرُّ عن تاريخه ونقاط الضوء فيه، ويغرق رويداً رويداً في التعصب والظلام والظلامية والأمية والتكفير والانعزال، فيما يمعن الكون في زمن المعارف والانتاج العلمي.

وحتى لا نكون شهود زور أو زوار مقاهي الأرصفة، قررنا أن نحاول لملمة شظايا ارتطام عقولنا بالقاع ، فكان لا بد أن نعمل بصمت متسلحين بإرادات وأدمغة من يؤمنون بتغيير الراهن من خلال المعرفة، فأنشأنا جمعية “المشرق للثقافة والتنمية”، وقد عانينا الأمرّين في الحصول على العلم والخبر، لأن بعض من يمسك بمفاصل القرار فئوي وانعزالي ويهاب أن يكون مشرقيّاً منفتحاً على المدى الرحب ، وترأس الجمعية الأستاذ جوان حبيش.

ومنذ اللحظة الأولى انبثق عن هذه الجمعية “مركز المشرق للأبحاث والدراسات”، مركز حقيقي لا خلّلي ،وعملي لا صوتي .مركز مستقل يعنى بالأبحاث والدراسات التاريخية والسياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية والأنتروبولوجية والديمغرافية في المشرق، وإصدار الكتب والنشرات وإقامة المؤتمرات المتعلقة بالشؤون المشرقية، وكلفني الشركاء الأعزاء مشكورين ، بإدارة هذا المركز .

قبل أن نعلن عن أي شيء وحتى عن الاسم، ذهبنا إلى الإنتاج المعرفي وتعاقدنا مع عدد من الأكاديميين المشهود لهم، بكتابة مجموعة من الكتب طبع منها حتى الآن:

1. تاريخ المشرق المعاصر للدكتور كمال ديب.

2. أديان المشرق للدكتور خزعل الماجدي.

3. المشرق في القرون الوسطى للدكتور الياس القطّار.

4. ديمغرافيا المشرق للدكتور شوقي عطية.

5. المشرق سياسياً 1918-2018 للدكتور جمال واكيم.

6. التراث الشعبي المشرقي، للدكتور عاطف عطية.

7. تاريخ المشرق القديم، للدكتور بشار خليف.

وكان طبع سابقاً كتيب في المشرق والمشرقية لغسان الشامي.

وصدر مؤخراً كتاب “مستقبل مسيحيي المشرق” وهو يضم أبحاث عدد من الأكاديميين المشارقة ، ويضم مجموعة الأبحاث التي قدمها أكاديميون مشارقة في المؤتمر الذي نظمه ” المركز المجري لدراسات المسيحية المشرقية ” بالتعاون مع مركزنا.

وفي خطتنا إصدار كتب أخرى، وأن تكون على موقع المركز على شبكة الأنترنت.

جاءت أزمة كورونا والأزمات في لبنان والمشرق فحدّت من نشاطنا، لكننا نتابع العمل ، ونحن على استعداد للتعاون مع الأكاديميين والمثقفين والمفكرين في المشرق لإنضاج حقيبة معرفية غنية تكون زوادة للأجيال الآتية ، ونؤكد أننا لا نبغي من العلم والمعرفة إلاّ..انتشارهما، لأنهما شرط وجودنا ووجود هذا المشرق الجميل والمعذب.

نأمل أن يصبح المركز بيتاً للمعرفة ولجميع الذين يؤمنون بالعقل شرعاً هادياً طلاّعاً..مع ترحيبنا بكل الجهود العلمية الساعية لرقي هذا المشرق والعالم العربي.

بكل محبة واحترام.

مدير مركز المشرق للأبحاث والدراسات

غسان الشامي.

AR